من الواضح أن «حزب الله» يتجه إلى رمي الأقنعة التي تلطى بها على مدى السنوات والعقود الفائتة، قناعاً تلو الآخر. فهو كشف عن توجهه الفعلي تجاه المؤسسات الدولية، وهو ارتكز إلى الخطاب المذهبي المكشوف، بعد أن كان يختبئ وراء شعارات الوحدة الإسلامية والوطنية، وهو يجاهر بالتسلط ومنع التنمية عن كل المناطق باستثناء المناطق الخاضعة لسطوته مباشرة أو بالواسطة ....
ولعل أوقح أنواع التعبير عن هذا التسلط ومنع التنمية وتعطيل الإنماء، هو ذلك الموقف المريب الذي اتخذه رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد، عندما جاء موقفه صدى لموقف الأمين القطري لحزب «البعث» السوري في لبنان، حيث ربط هذا الأخير بين المطالبة بتشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات وبين زيارة بان كي مون مدعياً ان هذا المطار سيستخدم ضد النظام السوري. أما النائب رعد الذي صرح – مثل شكر – بعد زيارة الرئيس السابق آميل لحود (ما غيره!) فقد دعا إلى «التريث» والانتظار لتأمين الشروط اللازمة لتشغيل المطار بعد إتمام «حزب الله» لاختراقاته الأمنية والاستراتيجية، بحيث يكون مطار القليعات خاضعاً سلفاً لدائرة النفوذ الأمني للحزب.. هذا إذا لم يكن قرار الحزب بالتعطيل والمنع نهائيا» لأنه لا يريد أي شريان حيوي في البلد بعيداً عن سيطرته، والمعروف أنه يتحكم بمطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي بكل مفاصيله الداخلية وخارجيا» من خلال الدواليب المستعملة التي يدفع صبيانه لإحراقها ولقطع طريق المطار..